بأقلام الدعاة
– 2-
ليلة القدر
كتب إلينا الأخ الشيخ أحمد طه نصر أحد الدعاة بالجماعة كلمة قيمة في ليلة القدر، ورغبة في أن يعم النفع بها نقتطف منها، ونضيف إليها فيما يأتي:
ليلة القدر هي الليلة التي بدأ فيها نزول القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم من شهر رمضان.
وسميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها، من قولهم: لفلان قدر عند الأمير، أي منزلة وشرف. وشرفها لأنه أنزل فيها كتاب ذو قدر، نزل به ملك ذو قدر، على رسول ذي قدر، لأمة ذات قدر.
كما وصفت هذه الليلة بالبركة في قوله تعالى: ?إنا أنزلناه في ليلة مباركة} ( من الآية 2 من سورة الدخان ). وذلك لزيادة خيرها، ببدء نزول الكتاب المبارك فيها ?وهذا كتاب أنزلناه مبارك} ( من الآية 92 من سورة الأنعام ).
ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيامها بالعبادة، فقال- كما روى في الصحيحين:-
” من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” والليلة تستتبع يومها، وروى أحمد وابن ماجة والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: ” اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني”.
وإذا كان شهر رمضان قد فضل كله بها، فهي خير من ألف شهر، والعبادة فيها أكثر ثوابا، وأعظم فضلا من العبادة في أشهر كثيرة ليس فيها ليلة القدر: والعمل القليل قد يفضل الكثير باعتبار الزمان والمكان وكيفية الأداء وهو تفضل منه تعالى، ولله أن يختص ما شاء بما شاء.
وقد حدث في تحديدها خلاف كبير، وإنما أخفيت عنا، حتى لا تقتصر على ليلة بعينها، وإنما نجتهد في كثير من الليالي لنخرج من الخلاف، ولنوافق تلك الليلة بيقين فنتحراها ليلة السابع عشر من شهر رمضان، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان في الوتر ( الوتر من العشر الأخير هو ليالي 21،23،25،27،29 )، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من شهر رمضان ما لا يجتهد في غيره ( أرجع إلى ص 20 من هذا العدد في آداب الصوم.
ويقول صلوات الله وسلامه عليه: ” وفيه ( في رمضان ) ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم”.
والله نسأل أن يوفقنا لإحيائها، وأن يرزقنا التوفيق.