لغويات
النحت في اللغة
بقلم فضيلة الشيخ: محمد على عبد الرحيم
النحت في اللغة عبارة عن صوغ كلمة واحدة من كلمتين فأكثر. 1- فصوغ كلمة من كلمتين مثل:- البسملة من باسم اللَّه، فتقول بسملت.
والحمدلة من الحمد لله، فتقول حمدلت.
والسبحلة من سبحان اللَّه، فتقول سبحلت.
والحسبلة من حسبي اللَّه، فتقول حسبلت.
قال الثعالبي في فقه اللغة:- البسملة حكاية قول باسم اللَّه، والسبحلة حكاية قول سبحان اللَّه، والحمدلة حكاية قول الحمد لله.
2-وصوغ كلمة من أكثر من كلمتين مثل:
( أ ) هلل الرجل، إذا قال لا إله إلا اللَّه.
( لسان العرب جزء 14 صفحة 230 ).
(ب) وحيعل الرجل، إذا قال حي على الصلاة.
( لسان العرب جزء 14 صفحة 230 ).
(جـ) وحولق الرجل، إذا قال لا حول ولا قوة إلا باللَّه.
( ولا تقل حوقل ).
وهذا النحت نوع من الاختصار، الذي لجأ إليه أهل هذا الزمان باسم الاختزال الذي يستعمله الصحفيون وأرباب الإعلام في تسجيل خطب الرؤساء، وجلسات المؤتمرات وغيرها.
ومن هنا يتبين أن العرب استعملوا الاختزال باسم النحت، وسبقوا سائر الأمم بهذا الأسلوب.
قال أحمد بن فارس: تنحت العرب كلمة من كلمتين أو أكثر، فأنشد الخليل.
أقول لها ودمع العين جار ألم تحزنك حيعلة المنادي
من قوله ( حي على )- من كتاب الصاحبي المطبوع بمصر صفحة 227.
وقال الخليل أيضا: حيعل الرجل: إذا قال: ( حي على الصلاة ).
قال والعرب تفعل ذلك إذا كثر استعمالهم للكلمتين، ضموا بعض حروف إحداهما إلى بعض حروف الأخرى.
وقد عرف أحد علماء النحو، الكلام المنحوت: فقال هو كلمة منحوتة من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين ويجعلهما واحدة، كما سبق بيانه ( المزهر في علوم اللغة للسيوطي طبعة 1325 هـ جزء ” أ” ص 286 ).
وقد نحتت العرب أفعالاً وأسماء على أوزان مختلفة، وأغلبها على وزن فعلل، فعل، وتفعلل،وتفعل، وأفعل.
(أ) فعلى وزن فعلل مثل: بأبأت الصبي وبأبأت به ( أي بأبى أنت وأمني ) اللسان جزء 14 ص 230.
(ب) وعلى وزن فعل: هلل إذا قال لا إله إلا اللَّه- ورجع واسترجع عند المصيبة، فقال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) اللسان أيضا.
(جـ) وعلى وزن تفعل مثل: ( تعبقس إذا انتسب لعبد القيس، وتعبشم إذا انتسب إلى عبد شمس ) ( نفس المصدر ) وإلى المغرب تمغرب، وإلى حضرموت: تحضرم، وإلى لبنان تلبنن، وإلى السودان تسودن.
(د) وعلى وزن تفعل: فتقول لمن انتسب إلى مصر: تمصر، وإلى الحجاز تحجز، وإلى الهند تهند.
(هـ) وعلى وزن أفعل: فتقول لمن انتسب إلى نجد: أنجد، وإلى العراق أعرق، وإلى الشمال أشمل.
هذا وكل ما جاء عن الحروف أو الكلمات المنحوتة. فمسموع عن العرب، لأن النحت سماعى لا قياسي عند أكثر أئمة اللغة، وهو على العموم قليل الاستعمال ولكنه يفيد لمن أراد الاختصار أو الاختزال. فكأنه رخصة لغوية من لجأ إليها فلا غبار عليه. واللَّه ولي التوفيق.
محمد على عبد الرحيم
فايل mg7-2-1
3