دروس في الفقه الإسلامي
باب العبادات
أحمد فهمي أحمد
آداب قضاء الحاجة
الحاجة كناية عن خروج البول والغائط، وهو مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم : ” إذا قعد أحدكم لحاجته” وتسمى أيضًا ( الاستطابة ) أو ( التخلي ).
ولقاضي حاجته آداب نذكرها فيما يلي:
أولاً: إذا كان قضاء الحاجة في مكان مخصص لذلك في البيت:
1- الجهر بالتسمية والاستعاذة عند الدخول: عن أنس رضي اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال: ” بسم اللَّه، اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث” رواه الجماعة.
2- الامتناع عن الكلام: روى عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن رجلاً مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه. رواه الجماعة إلا البخاري.
3- ألا يبول في مستحمه: لحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ” لا يبول أحدكم في مستحمه، فإن عامة الوسواس منه” رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة، وفي رواية أخرى لأبى داود وأحمد ” لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يتوضأ فيه، فإن عامة الوسواس منه”.
4- أن يبول جالسًا: لقول عائشة رضي اللَّه عنها: ( من حدثكم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بال قائمًا، فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا جالسًا ) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.
إلا أن عائشة رضي اللَّه عنها عندما تقول هذا: فإنما تتحدث عن علمها، وعما رأته من النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يتعارض مع ما روي عن حذيفة رضي اللَّه عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سباطة ( السباطة بضم السين أى القمامة ) قوم فبال قائمًا… ) رواه الجماعة.
وعلى هذا فإن التبول قائمًا جائز طالما ثبت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، والمهم أن يأمن رشاش هذا البول سواء كان قائمًا أو جالسًا.
5- أن يزيل النجاسة التى على القبل والدبر: وإزالة النجاسة تكون إما بالحجر أو بالماء، للأدلة الآتية:
(أ) حديث عائشة رضي اللَّه عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فليستطب ( يستطب أي يطهر موضع النجاسة ) بثلاثة أحجار، فإنها تجزئ عنه” رواه أحمد والنسائي وأبو داود والدراقطني.
(ب) عن أنس رضي اللَّه عنه قال: ( كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء، فأحمل أنا وغلام نحوى إداوة ( الإدواة: إناء صغير كالإبريق ) من ماء، وعنزة ( العنزة بفتح العين المهملة وفتح النون وهي حربة توضع سترة للمصلي ) فيستنجى بالماء ) متفق عليه.
(جـ) ما روي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبريهما فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يتنزه من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) رواه الجماعة.
(د) ما روي عن أنس رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ” تنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه” رواه الدارقطني وحسنه.
(هـ) ما روي عن سلمان رضي اللَّه عنه ( أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يستنجى أحد بأقل من ثلاثة أحجار، أو يستنجى برجيع أو عظم ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي.
6- ألا يستنجى بيمينه ولا يأخذ ذكره بيمينه: لحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ” إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه.. ” رواه البخاري ومسلم.
7- أن يغسل يده جيدًا بعد الاستنجاء: لما روي عن أبى هريرة رضي اللَّه عنه قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى الخلاء، أتيت بماء من تور ( تور: إناء من نحاس ) أو ركوة ( ركوة: إناء من جلد )، فاستنجى منه، ثم مسح يده على الأرض ) رواه أبو داود والنسائي والبيهقي وابن ماجة.
8- الدعاء بعد الخروج: لما روي عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة، وصححه الحاكم ومعنى ( غفرانك ) أى ( أطلب غفرانك ).
وهناك أدعية أخرى وردت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ولكن جميعها من طرق ضعيفة.
ثانيًا- إذا كان قضاء الحاجة في الخلاء:
يأتي قاضى الحاجة بنفس الآداب السابق ذكرها، ويضيف إليها آدابًا أخرى، سنوضحها في المقال التالي بمشيئة اللَّه تعالى وتوفيقه.
أحمد فهمي أحمد
فايل 1RB
12
– 4 –