2- قراءات وتراجم صوفية :
السيد البدوى …
يطلب من الله ان يدخله النار !!
بقلم الاستاذ محمد جميل غازى
* * *
السيد البدوى : رجل أجمع الدراويش على أنه سيد الأولياء ، وعلى أن الله أعطاه حق القبض والبسط ، والخفض والرفع ، والأحياء والإماتة ، وحق التصرف فى العباد …
وأجمع الدراويش- أيضا- على تقبيل أعتابه ، واللياذ بجنابه ، والتمرغ فى ترابه ، قائلين فى غمرة الهوى ، وسكرة الحب : (( من قبل الاعتاب ، ما خاب)) وأجمعوا على أن من كان مثل السيد البدوى فى (( قضانيته )) و ((عطبانيته )) حينما يدعى لقضاء حاجة ، أو تفريج كربة ، لا ينبغى أن تذكر له الحاجة ، أو يلمح له بالكربة ، إذ أنه يعلم السر واخفى ، ولهذا قالوا : (( العارف لا يعرف ، والشكوى لاهل البصيرة عيب )) ، وقالوا فرج بفضلك (( ما أروم )) فاننى
قد ضقت ذرعا يا أبا فراج !!
*من هو السيد ؟
لكن : من هو (( السيد البدوى )) الذى حاز كل هذه المراتب ، وجمع كل هذه المزايا ؟
يقول الدراويش- فى ضراعات والهة ، وخشوع مستغرق- إنه : ((ابوفراج ، العطاب ،الغضبان ، منجى العيان ، ندهة المنضام ، عيسوى المقام ، باب النبى )) ثم يزداد بهم الوجد ويزداد ، فيصرخون فى (( جذبة )) شديدة : ((مدد يا شيخ العرب)) !!
ولو طلبت إليهم مزيدا من المعلومات عن (( السيد )) لحدثوك بالكثير والكثير من سيرته العطرة ، وكراماته التي لا تحد ولا تعد …
ونترك الدراويش .. لنلتقي برجل (( ثقة )) أسمه (( الشيخ صاوي )) …
وهذا (( الشيخ صاوي )) له (( حاشية )) على (( الخريدة )) …
و(( الخريدة ))- إن كنت لا تعلم- كتاب (( توحيد )) درسناه في الأزهر الشريف..!!
قال (( الشيخ صاوي )) نقلا عن (( المناوي )) :
(( هو- أي : السيد البدوي- أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البدري ، أصله من الشام ، ثم سكن والده المغرب .
ولد (( بفاس )) سنة 596هـ ، وعرف بالبدوي للزومه اللثام ، ولم يتزوج واشتهر بالعطاب لكثرة عطبه من يؤذيه ، ثم حصلت له جمعية على الحق فاستغرق إلى الأبد ، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- للمتبولي !!- (( ما في أولياء مصر بعد محمد بن إدريس أكثر فتوة منه ، ثم نفيسة ، ثم شرف الدين الكردي ، ثم المنوفي )) . وكان يمكث أربعين يوما لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ، ثم سمع هاتفا يقول- ثلاث- قم وأطلب مطلع الشمس ، فإذاوصلته فاطلب مغربها ، وسر إلى طندتا (( فيها مقامك أيها الفتى !، فسار إلى العراق فتلقاه العارفان : الكيلاني والرفاعي ، فقالا : (( يا أحمد مفاتيح العراق والهند واليمن والمشرق والمغرب بأيدينا ، فاختر أيها شئت )) !
فقال : (( لا آخذ المفتاح إلا من يد الفتاح )) ثم رحل إلى مصر فدخلها سنة 634هـ ، فأقام بطندتا ( طنطا ) على سطح دار لا يفارقه ليلا ولا نهارا اثنتى عشرة سنة ، وإذاعرض له الحال صاح صياحا عظيما ، وتبعه جمع منهم عبد العال ، وعبد المجيد…
ولما دخل طندتا ( طنطا ) كان بها جمع من الأولياء ، فمنهم من خرج منها هيبة له كالشيخ حسن الأخنائي ، ومنهم من مكث كالشيخ سالم المغربي ، ومنهم من أنكر عليه كصاحب الديوان العظيم بطندتا المسمى بوجه القمر- وكان وليا كبيرا فثار به الحسد فسلبه!!
وكان لا يكشف اللثام عن وجهه- فقال له عبد المجيد : (( أرني وجهك )) ؟ فقال : (( كل نظرة برجل ))- قال : (( أرنيه )) فكشف عن وجهه فمات عبد المجيد حالا …
ويمضى الشيخ الصاوي ، والشيخ المناوي ، وجمهرة الدراويش في تقديم دراسة مستوفاة عن حياة القطب الكبير ، الغوث السند !!.
ونتوقف نحن قليلا لنستعرض بعض (( الملامح )) الممتعة من حياة شيخ العرب ، وصاحب المدد ..!
* مـلامــح ..!
* أشاع بعض (( المحجوبين )) أن السيد البدوي ، لا يصلي ، فأجاب السيد البدوي مدافعا عن نفسه :
وفي (( طندتا ) قالوا : صلاتي تركتها ولم يعلموا أني أصلي بمكة أصلى صلاة الخمس في (( البيت )) دائما مع السادة الأقطاب أهل الطريقة مدد …!
* روى الدراويش هذا الحديث (( القدسي طبعا )) !
قال الله تعالى : (( إن اخترت من الأنبياء أحمد ، ومن الأولياء أحمد ، فأما أحمد الذي اخترته من الأنبياء ، فهو محمد نبيي ورسولي ، وأما أحمد الذي اخترته من الأولياء فهو أحمد البدوي- سألني ثلاث مسائل فأعطيته اثنتين ، ولم أعطه الثالثة ، سألني أن يكون التصريف في ملكي على يديه ، فأعطيته ، وسألني فيمن زار قبره أن أغفر له في اليوم الموعود ، فأعطيته ، وسألني أن يدخل النار فلم أعطه ، لأنه لو دخلها ، (( لتمرغ )) فيها فتصير حشيشا أخضر- وحق علي أن أعذب بها الكفار …!!
انتهى ما رواه الدراويش …!
* للفكاهة فقط :
إذاشتدت بك أزمة ، أو حزبك أمر … فإنك تستطيع أن تستغيث بالسيد ((حمال العسير )) ، وثق جدا أن مهمتك ستقضى ، وأن غمتك ستنكشف- بهذا وبأكثر م