الأثنين 2 جمادى الأولى 1446 4-11-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأثنين 2 جمادى الأولى 1446 4-11-2024

الدين والعمل

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

خطـــآن  هما سبب النكسة

حالة الضعف المزري التي يمر بها العرب الآن ومعهم المسلمون في كل مكان السبب فيها خطآن وقع فيهما العرب خلال القرن العشرين الميلادي، أسبقهما...

باب الطب الإسلامي (مفتي الجمهورية: التدخيـــن أسوأ من الخمر!!)

إن الحلال هو النافع، وإن الحرام هو الضار، ومنها ما هو معلوم النفع بالضرورة كنفع العسل، أو معلوم الضرر بالضرورة كضرر السّم، وبين ذلك...

باب الفتاوى (فتاوى المركز العام)

الحديث هنا صحيح !! l جاءت لنا رسالة من الأخ محمد زايد حسن كريم، وجه فيها ملاحظات ونصائح طيبة للمجلة نشكره عليها، وسأل في رسالته...

الدين والعمل
بقلم فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ
محمد علي عبد الرحيم
بالرئاسة العام لتعليم البنات بالرياض

عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن اللَّه يحب العبد المحترف )) . رواه البيهقي والطبراني .
هذا شأن المؤمن المحترف عند اللَّه تعالى ؛ يحبه جزاء ما قدم من عمل نافع ، فيبني لدينه صرحًا من المجد ، وينفع نفسه ، ويفيد أمته .
ومن المعلوم أن من أحبه اللَّه تعالى : هداه واجتباه ، وحفظه ووقاه ، وجعله في ولايته ، وأدخله في رحمته ، فيسعد في الدنيا والآخرة .
وإذا أحب اللَّه عبدًا ، فليس من المعقول أن يعذب المحب محبوبه . ولكن ما بال أقوام يحقرون الصناعة كما ينظرون إلى الصناع وأرباب الحرف بغير تقدير . مع أن الإسلام دعا إلى الاحتراف ، والاشتغال بالصناعات ، لتكتفي الأمة اكتفاء ذاتيًا بصناعات أبنائها . بل جعل الإسلام أطيب مال ، وأحل كسب : ما كان من عمل يد الإنسان . فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي اللَّه داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده )) .
ومما لا شك فيه أن الأمة التي فطنت إلى جلال الغاية من وراء الصناعة ، وأدركت سمو الهدف الذي ترمى إليه ، فبذلت كل جهد في هذا السبيل ، واستهسهلت كل صعب ، وأنشأت معاهد للصناعات قد نهضت من كبوتها ، وهبت من رقادها ، وتبوأت مقعدها بين الأمم .
أما الأمة التي لا تزال تأكل من حرث غيرها ، وتلبس من نتاج أخرى ، وتستورد معظم احتياجاتها ، فلم تشق طريقها إلى المجد ، وستظل عالة على غيرها من الأمم .
وإن الذي نلمسه الآن في الأمم الإسلامية ، من قعود عن المجد ، وتخلف عن ركب التقدم ، لم يكن سببه نقصًا في شريعتهم ، وإنما أساسه التفريط والإهمال .
فالإسلام لا يرضى بالدنية لأهله ، ويأبى أن يكونوا أذلة ، أو أن ينصفوا بالعجز والمهانة { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } .
كما نظم الإسلام حياتهم ، فجعل العمل للدين مقرونًا بالعمل للدنيا في غير ضراء مضرة { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } .
ومن أجل ذلك كان الدين عملاً ونظامًا ، وعلمًا وصناعة ، وحياة عريضة تتميز بالنهوض والاعتلاء ، والعز والإباء ، ليوفر لأهله الرئاسة والتمكين في الأرض ، مع رغد العيش وهناءة الحال .
وإن أردت مزيدًا من البيان عن مسلك الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية الأمة ، لتمتلئ نفسك إعجابًا بقوة الإسلام . فإليك ما رواه النسائي وأبو داود والترمذي ، عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم . فسأله عطاء ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أما في بيتك شيء ؟ )) قال : بلى ، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه ( والحلس في اللغة يستعمل كساء وفراشًا ) ، وقعب نشرب فيه ( والقعب وعاء يشبه الماجور بريف مصر ) . فقال صلى الله عليه وسلم : (( ائتني بهما )) . فأخذهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيده وقال : من يشتري مني هذين ؟ قال رجل : أنا آخذهما بدرهم . قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : من يزيد عن درهم مرتين أو ثلاثًا ؟ فقال رجل : أنا آخذهما بدرهمين . فأعطاهما الأنصاري وقال له : اشتر بأحدهما طعامًا فنبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدومًا فائتني به . فأتاه به . فشد رسول اللَّه صلى الله علية وسلم عودًا بيده ثم قال : اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يومًا . فجاء وقد أصاب عشرة دراهم . فاشترى ببعضهما طعامًا وببعضهما ثوبًا . فقال له رسول اللَّه صلى الله علية وسلم : هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة سواء في وجهك يوم القيامة )) .
فهذا الأسلوب النبوي ، يهدي للتي هي أقوم ، ويطهر المجتمع من البطالة ، ويعز أفراد الأمة بقوة الاحتراف ، لنعلم أن الدين يدعو إلى العمل ، ويحض على الصناعة ، وفي الحديث الشريف : (( المؤمن القوي خير وأحب إلى اللَّه من المؤمن الضعيف )) .
فالمؤمن القوي في دينه ودنياه ، والذي يؤدي ما افترضه اللَّه عليه ، ولا يعتمد على غيره في إطعامه ، بل يحترف مهنة يأكل منها ، ويستفيد بها المجتمع : هو مؤمن قوي حقًا لأنه أخذ بمبدأ الإسلام فكان عاملاً في بناء المجتمع الصالح . وهو بذلك خير من المؤمن الذي انصرف إلى العبادة وعاش عالة على غيره ، فاستمرأ البطالة . وأصبح كلاً على الناس .
ومن هذا يتضح أن عزة المسلمين ، ونجاحهم في دنياهم يتوقف على الأخذ بمبدأ الإسلام الصحيح ، وحسن الاقتداء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سياسته الدينية والدنيوية .
ومما يجدر ذكره أن آدم أبا البشر كان فلاحًا يأكل من زراعته بعد الهبوط من الجنة ، كما أن هذه الحرفة انتقلت إلى أبنائه من بعد .
ثم إن الأنبياء والمرسلين والذين اتبعوهم بإحسان كالخلفاء الراشدين كانوا جميعًا محترفين ، فم

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا