الدعوة إلى اللَّه منهج الرسل
بقلم: عبد الصمد البقالي
رئيس منظمة الجماعة السلفية بطنجة- المغرب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول اللَّه وآله وصحبه، ومن اهتدى بهداه. ( وبعد ) يقول اللَّه تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} هذا أمر من اللَّه جل شأنه لنبيه صلى الله عليه وسلم بالقيام بالدعوة، وهو أمر للأمة، وقد أمر اللَّه رسوله بأن يدعو الناس كافة إلى سبيله، وبأن تكون الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.
والدعوة إلى سبيل اللَّه ستلزم بيان السبيل المدعو إليه، وقد بان هذا السبيل بالوحي الإلهي، فأوضح قواعد الدين الاعتقادية والعملية. وما قامت رسالة من الرسالات، ولا مذهب من المذاهب ولا ثبت مبدأ من المبادئ، إلا بالدعوة إليه. ولا تداعت أركان ملة بعد قيامها، ولا انتكثت شريعة بعد إحكامها، إلا وسببه ترك الدعوة،
فيا أيها العلماء، ويا حماة الدين وحراس العقيدة: ما لنا نرى الحق بدت معالمه تتضاءل، وآثاره تعفو، ومذاهب الباطل تموه بالدعوة، ويعم انتشارها. إن الإسلام يضعف لو اقتنع أهله بالترف والنعيم، وأهملوا العناية بالدعوة إلى اللَّه، فواللَّه لو بقي للعلماء شيء من الغيرة على دينهم لنفروا خفافًا وثقالاً للإرشاد والدعوة. فإن الأمة الإسلامية في أول نشأتها قامت بالدعوة إلى دينها مبينة للأمم سماحته، شارحة أحكامه، موضحه محاسنه. فقد أعطيت أمثل التعاليم، وهديت إلى صراط مستقيم، وبذلك امتد سلطانها واتسعت ممالكها، ثم ما لبثت أن إنحرفت وتمزقت بعد ما اجتمعت: حرفت التعاليم الحقة، واشتبه عليها الحق بالباطل، وتركت الكتاب والسنة، واتبعت السبل فتفرقت بها عن سبيل الحق، فأصبحت اليوم شيعًا متفرقة.
ولما أضاعت الأمة الحق والدعوة إليه، ضاعت وهانت، وصارت غثاء كغثاء السيل، فلو أن الأمة الإسلامية تمسكت بدينها، وعلمت بكتاب ربها، واتبعت سنة نبيها، لكانت أرقى الأمم، وأسعد الناس.
واللَّه الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى اللَّه على محمد وآله وصحبه.
فايل 1RB
12
– 1 –