الدراويش لا يفهمون
الدراويش دائما يعترضون على الاتجاه الديني الصحيح الخالي من الدروشة ، ويتهمون هذا الاتجاه بالتطرف ، ويقولون : إن من الأسباب القوية للتطرف وجود بعض المفاهيم الغريبة بالكتب الدينية الشائع تداولها بين الشباب ، وهي مفاهيم تلقي بالآلاف من شبابنا الأبرياء في فتنة الإرهاب – هكذا يقول الدراويش .
(دكتور) من هؤلاء الدراويش كتب مقالا ذكر فيه أن البعض يفتي بأن الكثير من فروع الطب حرام لأنه يعني التدخل في المشيئة الإلهية ويصل إلى حد تكفير القائمين على رعاية علوم الطب والعاملين به . وضرب مثلا لهذه المفاهيم الشائعة ذات التأثير التخريبـي على الشباب بكتاب للشيخ محمد ناصر الألباني الذي قال عنه الدكتور الدرويش : (إنه واحد من هؤلاء الدعاة الذين يستند إليهم أصحاب الفكر المتطرف) ثم تحدث عن الكتاب فقال : (إنه يدعو بوضوح إلى الإرهاب . وهذا هو مفهوم الجهاد في نظره الذي يستنفر المسلمين في شتى بقاع الأرض إلى التفرغ له والتخلي عن الأخذ بأسباب الحضارة ، والسعي في سبيل الرزق عن طريق العلوم والثقافات والزراعة والتجارة والصناعة) .
ولأننا نعرف الشيخ الألباني عالما بتحقيق الأحاديث النبوية وقرأنا له كثيرا فما وجدنا فيما يكتب تطرفا ولا تكفيرا ولا دعوة إلى الإرهاب .. لذلك كنا نود من الدكتور الدرويش أن يعرض علينا فقرات كاملة من كلام الشيخ الألباني الذي يحمل الدعوة إلى الإرهاب ، أما أن يتهم الرجل دون تقديم أدلة الاتهام فهي دعوى مرفوضة .
ثم ما العلاقة بين أن يكتب الشيخ محمد ناصر الألباني كتابا عن الجهاد وبين ما يقال من تحريم بعض فروع الطب وتكفير القائمين عليها والعاملين بها ..؟ هل قال الألباني ذلك ..؟ وأين قاله؟ إن أصحاب الاتجاه الإسلامي الصحيح يؤمنون بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن التداوي من الأمراض وبأن الله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له الدواء إلا الهرم (كبر السن) كما جاء في الحديث الصحيح . فلماذا التشنيع على علماء المسلمين الذين لا يعجبون الدراويش ..؟
وكلمة أخيرة أحب أن أهمس بها في أذن الدكتور الدرويش فأقول له : هل تريد أن تعرف من الذي نهى عن تعلم علوم الدنيا بصفة عامة وضرب مثلا لها بالطب؟ إنه شيخكم الكبير .. شيخ المتصوفة .. عبدالوهاب الشعراني صاحب كتاب (الطبقات الكبرى) حيث قال في مقدمته (وينبغي لك يا أخي أن لا تطلب من العلوم إلا ما يكمل به ذاتك وينتقل معك حيث انتقلت . وليس ذلك إلا العلم بالله تعالى من حيث الوهب والمشاهدة . فإن علمك بالطب مثلا إنما يحتاج إليه في عالم الأسقام والأمراض ، فإذا انتقلت إلى عالم ما فيه سقم ولا مرض فمن تداوي بذلك العلم؟ فقد علمت يا أخي أنه لا ينبغي للعاقل أن يأخذ من العلوم إلا ما ينتقل معه إلى البرزخ دون ما يفارقه عند انتقاله إلى عالم الآخرة ، وليس المنتقل معه إلا علمان فقط العلم بالله عز وجل ، والعلم بمواطن الآخرة) .
ويؤكد الشعراني هذا الاتجاه في رفض علوم الدنيا بما فيها الطب في مواقع كثيرة من كتابه المذكور الذي ملأه بالأباطيل والمفتريات . ثم يأتي الدكتور الدرويش في آخر الزمان ليلصق هذه التهمة بأصحاب الاتجاه الصحيح . هل فهمت يا دكتور؟
يبدو أن الدراويش لا يفهمون
التوحيد