الحيوان في تشبيهات القرآن
بقلم
صلاح أحمد الطنوبي
من أصول العلوم التي أشار إليها القرآن الكريم: علوم الحيوان والطير والحشرات وكل ما دب في الأرض، قال تبارك وتعالى: ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ))[الأنعام:38].
التشبيه بالكلب في هجر الكافر آيات الله ولهفته على الحياة:
قال الله جل ثناؤه: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَوَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) [الأعراف: 175-176].
فقد شبه سبحانه ذلك الذي انسلخ من آياته بعد أن عرض عليه الهدى وعلمه العلم، فترك العمل به واتبع هواه، وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على آخرته بالكلب الذي هو من أوضع الحيوانات قدراً، وأخسها نفساً، وفي أضعف حالاته وأخسها في حالة كونه لاهثاً.. واللهث: هو أن يخرج الكلب لسانه من حر أو تعب أو عطش..
التشبيه بالحمار في حمل اليهود التوراة مع جهلهم بها:
قال الله عز وجل: ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ))[الجمعة:5].
تشبيه اليهود في حملهم التوراة وعدم الانتفاع والعمل بها بالحمار تحمل عليه الكتب وهو لا يعرف ما فيها.. والحمار من أشهر الحيوانات بالبلادة والجهالة..
التشبيه العنكبوت في وهن ماوالاه الكفار من دون الله:
قال الله سبحانه وتعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) [العنكبوت:41].
وهذا التمثيل من أدل الأمثال على بطلان الشرك وخسارة صاحبه، ووهن ما يعتمد عليه. وبيت العنكبوت من مألوفات الناس جميعاً فهو موجود في كل مكان: في البيوت والخرائب وعلى الأشجار والصخور.. وهو على الرغم من إحكام صنعته في الرقة واستواء رقعته وطول بقائه إلا أنه من الثابت الواقع المشهور أنه أوهن البيوت..
التشبيه بالجراد في خروج الناس من أجداثهم (قبورهم) يوم القيامة:
قال الله عز وجل: ((يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ*خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ)) [القمر: 6-7].
وقال تبارك وتعالى: ((يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ))[القارعة:4].
التشبيه بالأنعام في شدة انهماك الكفار بمتاع الدنيا وفي الضلال:
قال الله جل ثناؤه: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ))[محمد:12]
وقال عز وجل: ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ..)) [الأعراف:179]
والله تبارك وتعالى أعلم.
صلاح أحمد الطنوبي