الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

الحكم بما أنزل الله ضرورة حياة

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

حمـاية أبنـاء المـوحديـن

الحمد للَّه الواحد الأحد، الذي لم يَلد، ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحد، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي بعث الرسل مبشرين...

تحقيقات التوحيد (وزارة الأوقاف تغزو عالم الإنترنت)

أجرى الحوار: خالد عبد الحميد مجلة التوحيد تحاور المسئولين بوزارة الأوقاف انطلاقًا من قول اللَّه تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...} . واستجابة لأمر النبي صلى...

الهجــــــــــر… والهجرة والمهاجر!!

الحمد للَّه.. والصلاة والسلام على رسول اللَّه.. وبعد: فإن الهجرة شرف عظيم، ومنزلة رفيعة نالها المهاجرون ! ومع بداية عام هجري جديد يتجدد الحديث عن الهجرة. ونتناول...

الحكم بما أنزل الله ضرورة حياة
بقلم علي محمد قريبه
-1-

مقدمة:
لا شك أن الله تبارك وتعالى هو إله هذا الكون وخالقه والمتصرف في أمره، ولا شك أيضاً أن جميع الخلائق خاضعة لسلطانه سبحانه.. ولا شك أن فضل الله على الإنسان عظيم فلقد جعله في أحسن تقويم ومنحه من القوى والمواهب ما لم يتيسر لكثير من خلقه وسخر له هذا الكون ليكتشف ما فيه حتى ينتفع بخيراته ويسعد بها وصدق الله العظيم ((أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)) [لقمان: 20]، ((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)) [هود: 61].
فلم يا ترى كل هذا التكريم للإنسان؟
أحسب أن السبب يتجلى في أن الله تبارك وتعالى جعل له وظيفة في هذه الحياة هي عمارة الأرض ونشر عدل الله فيها في عبودية خالصة له سبحانه، حتى يتحقق قوله تعالى ((أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[الأعراف: 54].
منهاج العبودية:
وهذه العبودية الكاملة لله رب العالمين تتطلب بالضرورة منهاجاً يُرضي المعبود نفسه. وذلك لا يتحقق بأن يختار الإنسان لنفسه هذا المنهاج، فمن العسير عليه أن يتخلص من هوى نفسه. وإنما يتحقق ذلك بأن يتلقى هذا المنهج عن المعبود الذي خلق الإنسان، ويعلم ما يُصلحه في دنياه وأخراه.
لهذا أرسل الله تعالى رسله إلى الناس في كل زمان ومكان مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب السماوية لهدايتهم وإرشادهم. ليكون نظام حياتهم مقتبساً من تلك المشكاة الربانية المضيئة ولئلا تكون لهم حجة بعد الرسل

(التصور الإسلامي للعبودية)
ولما كان الدين الإسلامي هو الرسالة الخاتمة لوحي الله في الأرض، الصورة النهائية للمنهاج الرباني في دنيا الناس. ذلك المنهاج الذي يرضي المعبود ويصلح العابد في معاشه ومعاده. فإن هذا الدين قد أوضح التصور الكامل للعبودية الحقة التي تربط الإنسان بالكون وتربطهما معاً بالله رب العالمين. وسجل ذلك التصور في مرجع ثابت الأركان. فيه التعاليم التي تضيء الخطة المستقيمة في كل شأن من شئون الحياة بدءاً من المسائل البيتية البسيطة وانتهاءً إلى المسائل السياسية الدولية الخطيرة. هذا المرجع هو كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم القائل: ((إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)).
وهذا التصور الإسلامي يتميز عن كل تصور سواه بتلك القوة الوازعة التي تصاحبه وهي قوة خشية الله والخوف من المسئولية الأخروية. وهذا الوازع النفسي هو الذي يشد عضد القوانين الإسلامية التي ترسي دعائم النظم الخلقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية للدولة الإسلامية. وفي الوقت نفسه فإن تلك النظم توجه حياة الإنسان المسلم وتجعله منسجماً مع نفسه ومع الكون من حوله ومع الله خالقه ومولاه. فيشعر بالسعادة في دنياه، ويضمن النعيم المقيم في أخراه، وإن تحمل في سبيل ذلك كل صنوف االبلاء والشدائد.
التشريع لله وحده
إن هذا التصور الإسلامي للكون والحياة يجعل المسلم الذي يشاهد تدبير الله سبحانه لهذا الكون الضخم بما فيه ومن فيه موقناً بأنه لا ينبغي أن يخضع لمنهاج إلا لمنهاج هذا الإله العظيم. وبأن هذا المنهاج الإلهي شامل لحاجيات الإنسان وضروراته الفطرية. أراد الله به إصلاح معاشه ومعاده لأنه صاحب الخلق والأمر وكما أنه لا خالق معه فكذلك لا آمر معه.
ولا يمكن أن تنفصل قضية الحاكمية عن قضية الألوهية والربوبيةبحال. وصدق الله العظيم ((أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) [الأعراف: 54]، ((أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟)) [الملك: 14].
وهكذا يظل المسلم خاشعاً لله معتزاً بربوبيته، ملتزماً حدود العبودية له. فلا يعتدي على سلطان المعبود سبحانه، ولا يفسد في الأرض بترك شرع ذلك المعبود ومنهاجه واتباع الهوى البشرى. لأنه يريد أن يكون محسناً في عبوديته لتشمله رحمة المعبود. وصدق الله العظيم ((ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ*وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(56)[الأعراف: (55-56)].

(مكانة العقل البشري من التشريع)
من رحمة الله تعالى بالإنسان أنه لم يكله إلى عقله وحده، فيترك له حرية وضع التشريعات.. ثم يحاسبه بعد ذلك على سلوكه في حياته وعلى مدى صلاحية هذه التشريعات أو فسادها. لأن العقل الإنساني مهما كانت قوته ومهما كان وزنه فهو عقل أفراد وجماعات في بيئات مختلفة، وله مؤثرات شتى تميل بها من هنا أو هناك. وعلى ذلك تكفل الله سبحانه بإيجاد ذلك الميزان الثابت الذي ترجع إليه كل العقول لتعرف مدى خطئ

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا