الحق أحق أن يتبع
لم يزل الشيخ عبد العزيز بن راشد
نشر بعدد المحرم 1395 هـ من مجلة التوحيد رد من الشيخ محمود إبراهيم محمود على مقال للشيخ ابن راشد الذي نشره بعدد شوال وذي القعدة 1394.
وكان الذي نشره الشيخ ابن راشد عبارة عن نصيحة طيبة بأن يتحرى الحق كل من يكتب عن الله ورسوله فلا يضيف إلى الله ورسوله ( الكلام إلا بما شهد به أهل الخبرة من أمناء الأمة .
وإني أعرف الشيخ ابن راشد معرفة عن قرب عالم محقق ثبت له دراية واسعة بعلم الحديث ورجاله وما دفعه إلى نشر ذلك إلا حرصه على تجريد التوحيد للَّه عز وجل .
والقارئ لمقالة الشيخ ابن راشد يرى أنه قد استشهد على كلامه بآيات من كتاب الله وأحاديث صحيحة عن رسول الله ( .
جزاه اللَّه عن الإسلام خيرًا .
أما رد الأستاذ محمود إبراهيم محمود . فلا يخرج عن الاستشهاد بكلام منسوب للإمامين ابن تيمية وابن القيم . ورغم ما للإمامين الجليلين من منزلة علمية كبيرة في نفوس الموحدين إلا أنهم ليسوا معصومين من الخطأ . يقول الله عز وجل : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا } ، ويقول : { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } ، إذ ليس لأحد بعد كلام الله ، وكلام رسوله ( الثابت الصحيح حجة يحتج بها أحد .
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون .
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .
ويقول الرسول ( : ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ” .
ولقد رأيت وسمعت في العام الماضي0وفي مسجے رسول اٌله ( من0الأمور الشركية والوثنية ما لا يرضى عنه مسلم يعرف دينه . على الرغم مما تقوم به الدولة ورئاسة الإشراف الديني من جهد مشكور في هذا الصدد لمنع الأعمال الشركية وسمعت من ينادي أمام قبره ( ويقول : أجرنا يا رسول الله ، وغير ذلك من الألفاظ التي لا نتفق وما ندعو إليه من توحيد الله عز وجل . رغم المواقف الطيبة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وقد سألت فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز عند زيارتنا له في مكة في العام الماضي وكنت ضمن وفد أنصار السنة .
سألت فضيلته السؤال الآتي :
( هل قبر رسول الله الآن في وضع يرضى عنه الله ) ؟
فكان الجواب من فضيلته :
( إن القبر الآن في وضع لا يرضى عنه الله ) ، إلا أن فضيلته أرجع ذلك لأسباب ذكرها فضيلته وهي لا تخفى على من يعرف القضية .
وندعو الله أن يوفق القائمين على الأمر بمكة والمدينة أن يعملوا على إزالة هذه الأعمال وغيرها من الحرمين الشريفين والتي تتنافى مع ما تدعو إليه من تجريد التوحيد الخالص لله عز وجل .
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
سعد خميس
فرع الإسكندرية