الحج في الكتاب والسُّـنَّـة
للأستاذ توفيق علي وهبة
مدير الشئون القانونية – وزارة الري – إدارة التجار
الحج بفتح الحاء وكسرها هو قصد بيت الله الحرام إقامة للنسك وهو فرض عين مرة في العمر. ثبت بالكتاب و السُّـنَّـة والإجماع ، والحج المبرور يكفر خطايا السُّـنَّـة التي وقع فيها .
ويجب الحج على كل مسلم حر مكلف سليم من الأمراض قادر على النفقة ولديه ما يكفي أسرته ومن تلزمه نفقتهم مدة الحج ويُضاف إلى ذلك أن يكون الطريق مأمونا أما المرأة فلا تخرج للحج إلا برفقة زوجها أو مع محرم لها أو نسوة ثقات .
دليل فرضية الحج :
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بُنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا).
ولقد ثبتت فرضيته بالكتاب و السُّـنَّـة – كما سبق – ونوضح ذلك فيما يلي:
أولاً : القرآن الكريم :
1- يقول الله سبحانه وتعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) [الحج ،19: 27].
2- ويقول سبحانه وتعالى : (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضًا أو به أذى من رأسه ففدية من صيامٍ أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعةٍ إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ثم افيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم). [البقرة: 196 : 199].
3- ويقول جل علاه : (إن أول بيت وُضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) [2 آل عمران : 96: 97].
ثانيًا : السُّـنَّـة النبوية الشريفة :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل الأعمال إيمان لا شك فيه ، وغزو لا غلول فيه وحج مبرور).
(والغلول هو الخيانة من الغنيمة قبل القسمة ، والحج المبرور هو المقبول الذي لم يخالطه إثم).
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا) ، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم). ثم قال: (ذروني ما تركتم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه).
3- وعن فضل الحج والعمرة روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
4- روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه).
(والرفث هو الجماع ، والفسوق معناه المعصية أي لم يرتكب معصية اثناء الحج . فمن فعل ذلك عاد مغفورا له جميع ذنوبه).
فضل يوم عرفة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء؟).
فيوم عرفة له فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى لأن الوقوف بعرفة هو قمة أعمال الحج يقول صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة).
دعاء من قصد الحج أو السفر:
يسن للحاج أو المسافر أن يدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، روى علي الأزدي رضي الله عنه أن ابن عمر رضي الله عنهما علّمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال:
(سبحان ـــ الذي سخرنا لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بُعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في ا