الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446 5-11-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446 5-11-2024

الجزاء

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

باب الآداب (الأستئذان)

لقد حرص الإسلام على غرس مبادئه في نفوس أبنائه معلمـًا لهم أن للبيوت حرمات يجب مراعاتها واحترامها، ولا يمكن استباحتها دون استئذان مسبق ؛ لأن...

باب الفقه (العبادات والقربات النافعة للأموات)

الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد: فإن الإنسان بفطرته طبع على نفع أمواته - وخاصة بعد موتهم مباشرة -...

افتتاحية العدد(آل البيــــــــــــت… بيـن الهوى والإنصاف)

الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق اللَّه أجمعين وآله الكرام المطهرين وآل بيته الذين طهرهم اللَّه سبحانه، فقال في كتابه الكريم:...

الجـــــــزاء
للسيدة الفاضلة نعمة صدقي
حرم الدكتور محمد رضا رحمه اللَّه

ثم قال تعالى : { إِلاَ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } أي أصبح المجرم الفاجر مؤمنًا تقيًا يسارع في الخيرات ، فبدل الله تعالى سيئاته حسنات ، ومن أعجب العجب أن بعض الناس يظن أن الله تعالى سيبدل السيئات حسنات لمن اقترف الكبائر ثم تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا ، أي إن من زادت سيئاته زادت حسناته ، ومن أصر على اقتراف الآثام علت درجاته ، فهل من المعقول أن يكون المصر على السيئات حتى تراكمت وتكدست أكثر حسنات ممن تاب من قريب وأصلح .
إن هذا الاعتقاد يحض على اقتراف الآثام ، ويغري بالإصرار على التمادي في الحرام ، لتزيد السيئات فتنقلب بعد التوبة إلى حسنات ، فيا له من ضلال يدفع إلى الإضلال ، ويا له من غباء ينسب إلى الرحمن الرحيم ما يليق به سبحانه وتعالى ما يصفون .
وفي قوله : { إِلاَ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا } ، تأكيد أن من اجترأ وأصر على الكبائر لم يكن مؤمنًا حال ارتكابه للخطيئة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن . ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن )) . وقول اللَّه سبحانه : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } .
تأمل أيها القارئ شروط الله تعالى لمغفرة الذنوب ، إنها شروط أربعة يشترطها الله تعالى لتحقيق المغفرة ، فهو غفار لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا ثم اهتدى بعد ذلك ، أي ظل يسعى للهدى ويتحرى ما يرضى اللَّه بعد ما تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا .
وقال تعالى : { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
إن هذا الإنسان الذي تراوح بين الحسنات والسيئات ، اعترف بذنبه ، أي شعر بالندم على ما فرط في جنب الله ، فالاعتراف اعتذار وإقرار بالذنب ، والمؤمن التقي الذي اعترف نادمًا على ما اقترف ، عسى الله أن يتوب عليه فيكفر عن سيئاته كما وعد سبحانه المتقين في قوله : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } ، وفي قوله : { ومن يؤمن باللَّه ويعمل صالحًا يكفر عنه سيئاته } ، نفهم من هذه الآيات الكريمة أن التقي الذي يعمل الصالحات ولكنه يقترف بعض السيئات سعاة ضعف أو غضب ، ثم يندم ويعترف بذنبه ، ويتوب من قريب إلى ربه ، يكفر الله تعالى عنه سيئاته ويعظم له أجرًا .
قال الشيخ رشيد رضا : كل ذنب يرتكب لعارض يعرض على النفس من استشاطة غضب أو غلبة جبن أو ثورة شهوة ، وصاحبه متمكن من الدين يخاف الله ، فهو من السيئات التي يكفرها الله تعالى ، إذا كان لولا ذلك العارض القاهر للنفس لم يكن ليجترحه تهاونًا الدين ، وكان بعد اجتراحه إياه حال كونه مغلوبًا على أمره يندم ويتألم ويتوب إلى اللَّه عز وجل ويعزم على عدم العودة على اقتراف مثله ، فهو بعدم إصراره وباستقرار هيبة الله وخوفه في نفسه ، يكون أهلاً لأن يتوب الله عليه ويكفر عنه سيئاته ، وكل ذنب يرتكبه الإنسان مع التهاون بالأمر وعدم المبالاة ينظر اللَّه إليه ورؤيته إياه حيث نهاه ، فهو مهما كان صغيرًا ، أي في صورته أو ضرره ، يعد كبيرة ، أي من حيث هو استهانة بالدين وداع إلى الإصرار والانهماك والاستهتار ، قال ابن عباس : لا صغير مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار – وهذا حديث رواه ابن عباس مرفوعًا وسنده ضعيف – أي مع التوبة والندم يغفر الله تعالى أي ذنب ، وأكبر الكبائر في كل ذنب الإصرار ، وهو عدم المبالاة بالنهي والأمر واحترام التكليف .
وما أجمل ما قال علي رضي اللَّه عنه : لا تنظر إلا صغر الخطيئة ، بل انظر إلى من عصيت ؛ قال : إذا استعظمت الذنب فقد عظمت حق الله ، وإذا استصغرته فقد صغرت حق الله ، وما من ذنب استعظمته إلا صغر عند الله ؛ وما من ذنب استصغرته إلا عظم عند الله .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كالذباب وقع على وجهه فأطاره )) .
وقال تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ . وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ .أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا