الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

التفسير

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

باب أسئلة القراء عن الأحاديث

1- باب أسئلة القراء عن الأحاديث 2- أسئلة الأحاديث 3- يجيب أبي إسحاق الحويني 4- أسئلة الأحاديث 5- يسأل القارئ: إبراهيم السيد إمام – الإسماعيلية: هل صحيح ما ذكره...

كلمة التحرير(عقيدتنا في.. المسيح عليه السلام)

الحمد للَّه وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.. وبعد: فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح عليه السلام عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم،...

صلح الحديبية

الحمد للَّه رب العالمين، هو الذي اختار رسوله واصطفاه وحببه لأصحابه حبًّا بالغًا، وجعل حبه شرطًا لصحة الإيمان، وهو الذي قدر النجاح لدعوته، وجعل...

مجلة التوحيد
المجلد الخامس
العدد 11

بسم اللَّه الرحمن الرحيم
باب التفسير
يقدمه: عنتر أحمد حشاد
2- سورة البقرة
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرض فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
بعد أن بيَّنا في الآيات السابقة أوصاف وجزاء كل فرقة من الفرق الثلاث التي افترق إليها الناس بإزاء القرآن وهداه: المتقين، والكافرين، والمنافقين- أمر جل ثناؤه الناس بأن يكونوا من الفريق الأول: فريق المتقين، فكأنه- سبحانه- قال: يا أيها الناس لقد رأيتم صفات المنافقين وجزاءهم، وصفات الكافرين وجزاءهم، وصفات المنافقين المتقين، فريق المهتدين المفلحين.
فكلمة ( الناس ) عامة تشمل المكلفين جميعًا، من آمن منهم، ومن لم يؤمن، من الموجودين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن سيوجد بعدهم إلى يوم القيامة، لعموم الرسالة المحمدية.
وأمر المؤمنين بالعبادة أمر لهم بالمداومة عليها.
والعبادة المطلوبة هي الطاعة المبنية على حب المعبود، لا يشاركه فيها غيره، لأنه المستحق لها وحده، لانفراده بالخلق والربوبية وكامل الإنعام، مع القدرة الشاملة وعظيم السلطان.
وليست العبادة مقصورة على الصلاة والصوم والزكاة ونحوها، بل تشمل كل عمل يعمل لنفع الناس والحيوانات إذا أريد به وجه اللَّه. فالعامل الذي يخلص في عمله لأبناء وطنه، ويرجو به رضا اللَّه يكون عابدًا وعمله عبادة. وإطعام الحيوانات، والعناية بها امتثالاً لأمر اللَّه عبادة.
أمر- سبحانه- الناس أن يعبدوه، ووصف نفسه بأوصاف ثلاثة، كل وصف منها يدعو الناس إلى أن يعبدوه، أي يخضعوا له خضوع المذعنين بألوهيته، وكمال قدرته.
* * *
الوصف الأول: أنه ربهم، أي مربيهم، ومتكفل بهم، وقائم على أمرهم، ومسبغ عليهم نعمه، فهو الجدير منهم بأتم خضوع، وأكبر تعظيم وإجلال، لأن هذا حق المربى على من رباه.
* * *
والوصف الثاني: أنه خلقهم وخلق الذين من قبلهم، وفي هذا الوصف تذكير للناس بأول نعمة عليهم، وهي نعمة الخلق لهم ولآبائهم من قبلهم، ونعمة الآباء نعمة للأبناء، إذ لولا خلق آبائهم لما وجدوا، فهو- سبحانه- أوجد الناس جميعًا من العدم، وإيجاده الناس من العدم نعمة جليلة أنعم بها عليهم، وآية من آيات كمال قدرته، والمنعم بهذه النعمة الجليلة، القادر على هذا الإبداع جدير أن يعبد، وأن يعبد وحده: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ؟}.
* * *
والوصف الثالث: أنه- سبحانه- بعد أن خلق الناس من العدم لم يتركهم سدى، بل أمدهم بنعم وافرة تحفظ لهم وجودهم، وتدبر لهم حياتهم.
جعل لهم الأرض فراشًا، أي ممهدة مهيأة للإقامة عليها، والاستقرار بها، كما يمهد الفراش لمفترشه، صير الأرض لهم مبسوطة كالفراش، بحيث يقعدون عليها وينامون، ويزرعون ويحصدون، ويبنون عليها بيوتهم، ثبتها بالجبال، ولو لم يثبتها اللَّه بالجبال الرواسي لمادت واضطربت، وما صلحت للاستقرار عليها، وما كانت مهادًا ولا فراشًا ولا بساطًا.
وجعل لهم السماء بناء يشبه القبة فوقهم، وزينها بالكواكب والنجوم، ليهتدوا بها، جعل لهم السماء التي هي كالسقف للأرض بناء، أي ثابتة ثبات البناء، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا} [الأنبياء: 32]، وقال جل شأنه: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ. وَالأرض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: 47، 48].
ولم يقتصر سبحانه على أن مهد لهم الأرض ليستقروا بها، ورفع فوقهم السماء سقفًا محفوظا، بل أمدهم بما يكفل عيشهم، فأنزل من السماء ( السحاب ) ماء، فأخرج به من الثمرات رزقًا لهم، فهو- سبحانه يرسل الرياح فتثير سحابًا ( تهيجه وتحركه )، فتجعله كسفًا ( قطعًا بعضها فوق بعض )، ويخرج المطر من خلاله ( وسطه )، فإذا نزل الماء بالأرض أخرج اللَّه بسببه من ثمرات الأرض رزقًا للناس يأكلون وتأكل أنعامهم، واللَّه سبحانه هو خالق الثمرات من الأرض، وما الماء والسقى والحرث والبذور إلا أسباب.
أمر اللَّه الناس بأن يعبدوه، ووصف نفسه بأوصاف هي من دلائل نعمته، وآيات قدرته، ليحمل على الامتثال من يقدر النعمة، ومن يرهب القدرة، وفي الناس من يستجيب بالترغيب، ومنهم من يستجيب بالترهيب. ثم قال سبحانه: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أي للتقوى غضب اللَّه وعذابه، الذي هو عاقبة المخالفين لأمر اللَّه تعالى، فعبادة اللَّه طريق لتقواه.
* * *
وبعد أن أمر اللَّه الناس بعبادته، ووصف نفسه بهذه الأوصاف الثلاثة التي تحمل على عبادته- فرع عن هذه الأوصاف نهيهم على أن يجعلوا لله أندادًا أي امتثالاً وأشباهًا يعبدون كما يعبد،

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا