الإسلام وحاجة العالم إليه – 2 –
بقلم فضيلة الأستاذ الشيخ سيد سابق
مدير عام إدارة التدريب بوزارة الأوقاف
لا يتصور أي عاقل صدق ما يزعمه المسيحيون من أن الكتب المقدسة حاوية كل ما يحتاج إليه البشر في المعاش والمعاد، فقد قام البرهان الذي لا يتطرق إليه الاحتمال على كذب هذه الدعوى، وليس أصدق من الواقع في دحضها ولا أقوى منه في إبطالها.
والناس في هذا العصر الذي طويت فيه المسافات وتقاربت الشعوب ووجدت محاولات لإيجاد زمالة عالمية وتعايش سلمي لا يستسيغون التعصب الأعمى ولا التطاحن الشرير. فهل من مفكر الآن يستطيع أن يصغي إلى هذا الكلام:
(ما جئت لألقي سلامًا على الأرض بل سيفًا. فإني جئت لأفرق:
الإنسان ضد أبيه. والابنة ضد أمها. والمرأة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته).
وكيف يفرق بين هذا وبين ما يقولونه:
(أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى من يبغضكم، من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن نازعك رداءك فأعطه ثوبك).
وهل هذا إلا تكليف بما لا تطيقه الطبيعة البشرية.
ولم تكتف التعاليم المسيحية بهذا، بل زادت عليه بدعوتها إلى الخروج على الفطرة واحتقار الطيبات من الرزق وتحريم ما أحل الله مما يعتبر قيامًا للحياة لقد دعت المسيحية إلى الرهبانية والتجرد من الدنيا وترك التزوج (لا تقدرون أن تخدموا الله والمال).
الحق أقول لكم: إنه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السموات.
وأقول لكم أيضًا: إن مرور رجل من ثــقـب إبرة أيسر من أن يدخل غني ملكوت السموات). (يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات. من استطاع منكم أن يقبل فليقبل).
وهكذا يبدو بجلاء أن المسيحية لا تستطيع أن تصنع شيئًا للحياة، بل إذا مكن لها وسادت تعاليمها فإنها سوف تعود بالإنسانية إلى التخلف إن لم تقض على حضارتها وتقوض دعائمها وتذهب بكل ما فيها من إبداع ورواج.
وليست اليهودية بأقل شرًّا من المسيحية إن لم تكن أكبر وأخطر. فتعاليمها المستمدة من التوراة المحرفة والتلمود وهو مجموعة الشروح والتعاليم التي يقدسها اليهود وعلمائهم تنضح بكل شر، وحسبنا أن نذكر النصوص التي تمثل هذه التعاليم الفاسدة دون تعليق عليها، فهي من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى أي تعليق.
رأي اليهود في أنفسهم:
(1) اليهود أحب إلى الله من الملائكة وهم من عنصر الله كالولد من عنصر أبيه، فمن يصفع اليهود كمن يصفع الله!
(2) التفرقة في العقوبة بينهم وبين غيرهم:
إذا ضرب أممي إسرائيلي فالأممي يستحق الموت.
(3) بقاء الأشياء مرهون بوجود اليهود:
لو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة من الأرض. ولما خلقت الأمطار والشمس ولما أمكن باقي المخلوقات أن تعيش والفرق بين درجة الإنسان والحيوان هو الفرق بين اليهود وباقي الأمميين.
(4) أصل الناس غير اليهود:
إن النطفة المخلوق منها باقي الشعوب الخارجين عن الديانة اليهودية هي نطفة حصان. إن الكلب أفضل من الأجنبي ؛ لأنه مصرح لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب وليس له أن يطعم الأجنبي أو يعطيه لحمًا بل يعطيه للكلب.
(5) الجنة خاصة باليهود دون غيرهم:
الشعب المختار فقط يستحق الحياة الأبدية، وأما باقي الشعوب فمثلهم كمثل الحمير.
(6) لماذا خلق الله الناس غير اليهود:
إن الخارجين عن دين اليهود خنازير نجسة، وإذا كان الأجنبي – أي غير اليهودي – قد خلق على هيئة الإنسان فما ذلك إلا ليكون لائقًا لخدمة اليهود التي خلقت لأجلهم.
(7) معاملتهم للناس:
إذا وقع أحد الوثنيين في حفرة يلزمك أن تسدها بحجر.
اقتلْ الصالح من غير الإسرائيليين ومحرم على اليهودي أن ينجي أحدًا من باقي الأمم من الهلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها؛ لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين.
(8) تحريضهم على النهب:
إن الله لا يغفر ذنبًا ليهودي يرد للأممي ماله المفقود وغير جائز رد الأشياء المفقودة من الأجانب.
(9) ملك إسرائيل:
وفي ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقًا قائلاً لنسلك : أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.
(10) أسلوب الحرب:
حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك.
وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما الأطفال والنساء والبهائم وكل ما في المدينة غنيمة فتغتنمها لنفسك.
لا ترهب وجودهم ؛ لأن الرب إلهك إله عظيم ومخوف، ولكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلاً قليلاً، لا تستطيع أن تفنيهم سريعًا لئلا يكثر عليك وحوش البرية.. ويدفع الرب إلهك أمامك ويوقع بهم اضطرابًا عظيمًا حتى يفنوا ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحو اسمهم من تحت السماء . والقاعدة التي جعلوها منهجهم في الحياة هي قاعدة التلمود القائلة: يلزم أن تكون طاهرًا مع الطاهرين ودنسًا مع الدنسين.
هذه أفكار اليهود وتعاليمهم