الإسلام بين جهل أبنائه واجتراء علمائه
للدكتور / جابر إبراهيم الحاج
في المذكرات التى نشرها علوى حافظ في جريدة الأخبار ذكر أنه سئل عن احتمال انتشار الشيوعية في مصر فقال: ” إن الشيوعية لا يمكن لها ذلك، وحصر السبب في انتشار أضرحة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاهرة، وفي وجود الطرق الصوفية..
وليس بمستغرب أن يقول علوى حافظ ذلك، فهو لا يفقه الإسلام، وليس على استعـداد لأن يجند نفسه له..
أما الذى يحز في النفس، ويبعث على الأسى، ما ينشره أو يذيعه علماء لهم من الشهرة ما يلفت إليهم أنظار أقوام يشيع فيهم المثل الخاطئ:
” حطها في رقبة عالم واطلع سالم “. وأقدم عينة من هذه الآراء الغنية عن التعليق – كتب الشيخ الباقورى أن جمال عبد الناصر سأله عن مشروعية وجود الأضرحة في المساجد، ويباهى بأنه أفتى بمشروعيتها والتبرك بها، ويزعم أن أئمة المسلمين يرون رأيه عبر أربعة عشر قرناً، ” هكذا “..
وقد سمعت الشيخ عبد الحليم محمود يؤكد مشروعية وجود الأضرحة بالمساجد ودفن الموتى بها واستدل على ذلك بوجود قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد، وهو يعلم أن رسول الله نهى عن ذلك وأن الذى أدخل قبره بالمسجد قد خالف سنته، وقد تم ذلك في عصر متأخر، عصر الوليد بن عبد الملك.
وسمعت إجابة سؤال وجه لمحطة إذاعة القرآن الكريم عن الأصل في قراءة سورة الكهف في المساجد يوم الجمعة والذى أجاب على السؤال هو الشيخ محمد حسنين مخلوف المفتى السابق، فأخذ يذكر حديثاً من هنا وحديثاً من هناك ثم يستنتج من اجتهاده الشخصى ما يؤكد به استحباب قراءة سورة الكهف في المساجد في يوم الجمعة بصوت مرتفع دون أن يذكر كتاباً واحداً من كتب السنة المعتمدة.. والسبب واضح وهو الخضوع لأهواء الناس وليس لفعل رسول الله وفعل صحابته، مخالفاً في ذلك ما جاء من أدلة وفتوى الشيخ محمد عبده في صفحة 233 ج 2 من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق..
وسمعت حديثاً للشيخ محمد متولى الشعراوى مذاعاً من محطة إذاعة القرآن الكريم.. وذكر حديثاً قدسياً ” ما تقرب عبدى إلى بمثل ما افترضت عليه ” وذكر حديثاً بقوله: ” فإذا أحببته جعلته عبداً ربانياً يقول للشئ كن فيكون “..
لم أصدق سمعى فسألت مستمعا آخر يستمع معى فأكد لى ما سمعته..
وأريد أن أسأل الشيخ محمد متولى الشعراوى وهو أشهر من أن يعرف، هل قال ذلك أم أننى أخطأت السمع؟.. وإن كان قد قـاله فهل هذا حديـث صحيح؟..
فالذى يقول للشئ كن فيكون هو الله وحده..
وقبل أن أختم كلمتى أحب أن أذكر الذين يقولون ” حطها في رقبة عالم واطلع سالم ” أذكرهم بقول الله تعالى: ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفاً من العذاب والعنهم لعناً كبيراً).
دكتور / جابر الحاج
أخصائى الأذن والحنجرة بالزقازيق