الإسلام اليوم بين … الأمل واليأس
بقلم : محمد عثمان الديب
إذا افترضنا أننا اليوم في جاهلية ثانية تشبه الجاهلية الأولى التي واجهها الإسلام في بدء دعوته ، وإن اختلفت صورها :
أصنام الشهوات والمال والبشر
بدلاً من أصنام الحجارة
أمريكا وروسيا … شرك وإلحاد
بدلاً من دولتي الروم والفرس مسيحية محرفة وعبدة النار .
الإسلام الآن يواجه حربًا ضروس .. تتولى قيادتها الصهيونية العالمية وبتخطيط دقيق ومنذ زمن بعيد ، تتكاتف معها الشيوعية الدولية والصليبية العالمية وأبرز صور هذه الحرب .
إعلام كافر … أكثر قياداته … منافقون ومغرضون ، وصريحو الكفر يرضوننا بأفواقهم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون .
تخطيط يهدف إلى إغراق العالم الإسلامي وبالذات الشباب .. في شهوات الجنس .. والترف والاستغراق في المادة .. وإلى فصل المسلمين عن قرآنهم ودينهم ولغتهم .. وإلى خلع شرائع الإسلام في كل مناحي الحياة تشريع … اجتماع … سياسة .. اقتصاد .
وإلى تحويل العالم الإسلامي إلى مجتمع استهلاكي .. وإغراق أسواقه بالكماليات ومواد الترف .. وأدوات الزينة ، القبض على زمام مصادر الإنتاج ، الصناعات الحربية ، وبنوك المال وأجهزة الإعلام ، لتكون في أيدي الصهاينة ، تخطيط يهدف إلى دفع المرأة المسلمة ، وهي مربية الأجيال إلى التحلل والخروج إلى مواطن الفسق والفجور ، تحت شعارات الحرية والمساواة والتطور .
يهدف إلى وضع علماء الإسلام .. ومفكري الإسلام في المؤخرة واتهامهم بالرجعية .. والتخلف .
وفي الجانب السياسي .. توجه طاقة العالم الإسلامي والعربي .. إلى الحرب بدلاً من البناء ، حروب داخلية بين بعضهم البعض .. وحروب خارجية مع إسرائيل .
وما من دولة إسلامية إلا وتعاني من مشكلة أو أكثر مع جاراتها المسلمة ( مشكلة حدود – أو مشاكل اقتصادية ) ، وكان هذا تقسيم مقصود منذ مطلع هذا القرن .
تربية القيادات في العالم الإسلامي على الولاء للحضارة الغربية .
والاستغراق في مظاهر الترف ، وقيود الرسميات والمظاهر ودفعهم إلى منازعات سياسية ومهاترات كلامية ، والمنافسة بتولي زعامة الأمة العربية ، وتحرير فلسطين هي الورقة الرابحة ، والمخلصون في هذه القيادات ، وعلى جميع المستويات ، تواجه حربًا عنيفة ، ومؤامرات شتى .
أو تحاصر في مكانها كأنها مشلولة .
ونقصد بالقيادات المخلصة ، التي تدافع عن الإسلام وتعمل له بإخلاص ورحم الله الملك فيصل ، ونحن على يقين أنه قد اغتيل نتيجة مؤامرة صهيونية واضحة .. مهما حاولوا تغطيتها ، وقد نشرت الصحف صورة القاتل بملابس البحر وقد ركبت على كتفيه فتاة صهيونية على شاطئ أمريكي وقد قضى بالولايات المتحدة اثنتى عشرة سنة .
ورغم أن الإسلام طرد من الأندلس بالسيف وطرد من تركيا بالقوة ، وكذلك فلسطين والآن يجري تصفية الإسلام في الفلبين والصومال ، والأقليات المسلمة ، تحاصر بشدة وكذا في اريتريا .
وفي دول العالم الإسلامي يشعر المسلم بغربة شديدة .
كم من الآلاف شردوا وسجنوا وصودرت أملاكهم ، وكم من الأبرياء قتلوا .
ورغم هذا الطوفان من الضلال والإفك وإثارة الشبهات حول الإسلام داخل بلاده وخارجها .
رغم ذلك كله … فإن المسلم يجد متنفسًا عظيمًا وأملاً واسعًا في كتاب الله حينما يتلو قوله سبحانه : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا } .
سبحانك يا رب .
الملك كله بيدك .. أنت مدبر أمره ، والمهيمن عليه ، فيا عظمة القوة التي يرتكن إليها المسلم حينما يتطلع إلى السماء ويتأمل قدرة الذي رفعها بغير عمد .
وماذا تشغل البشرية من حيز الكرة الأرضية وثلاثة أرباعها ماء .. وثلاثة أرباع الباقي جبال وغابات وصحاري .
وماذا تساوي الكرة الأرضية في حيز الكون ، وهي كحبة رمل ملقاة في فلاة .
ولو أن سكان الكرة الأرضية جميعًا وقفوا ينفخون بأفواههم يريدون أن يطفئوا نور الشمس – لكان منظرًا يثير سخرية الأطفال .
ومهما تعاونت قوى الكفر .. وكله ملة واحدة وطرائق شتى ، ولكنه يتفق في عداوته للإسلام .
ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل .
{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ } .
طريق الحق الوحيد – هو الإسلام ، وباقي الطرق ضلال مبين وإن اختلفت أسماؤها ، يشعر المؤمن بأمل عظيم وهو يتلو قوله سبحانه : { وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ } .
والكرة الأرضية لو خرجت عن مدارها مليمترًا واحدًا لذهبت هباءً منثورًا بما فيها ومن عليها .
ماذا تفعل قوى الكفر في مواجهة الحق . والحق لله وهو المدافع عنه : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا } .
والمؤمن يأخذ من رسول الله أسوة حسنة في ظلام الجاهلية الشديد ، وفي غزوة الخندق والمسلمون محاصرون ، والمشركون من أمامهم واليهود من خلفهم والرسول الكريم ( يضرب ا