أضواء على رواة الحديث
جابر بن عبد اللَّه
هو جابر بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام الأنصاري. شهد بيعة العقبة الثانية وهو صبي مع أبيه، روى عنه أنه قال: ( غزوت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، لم أشهد بدرا ولا أحدا، منعني أبي، فلما قتل يوم أحد لم أتخلف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة قط ). وقد شهد موقعة صفين مع علي بن أبي طالب رضي اللَّهُ عنه، وقدم مصر والشام.
توفي أبوه عبد اللَّه بن عمرو وعليه دين من تمر، فلما أراد جابر قضاء هذا الدين بورك له في تمره حتى أوفى الدين الذي على أبيه وبقي تمره كأنه لم ينقص منه شيء. روى البخاري في صحيحه عن جابر رضي اللَّهُ عنه قال: ( توفى عبد اللَّه بن عمرو بن حرام وعليه دين، فاستعنت النبي صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينه، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فلم يفعلوا، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ” اذهب فصنف تمرك أصنافا، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة ثم أرسل إلى” ففعلت، ثم أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلس في وسطه ثم قال ” كل للقوم” فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمرى كأنه لم ينقص منه شيء ).
عندما تزوج ثيبا سأله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لماذا لم يتزوج بكرا. فقال جابر رضي اللَّهُ عنه: ( إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن ).
وكان جابر من المكثرين في الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، الحافظين للسنن، وكان له حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم الذي حمله عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
كف بصره آخر حياته، وأوصى بأن لا يصلي عليه الحجاج. وتوفي بالمدينة سنة 74 وصلى عليه أبان بن عثمان والى المدينة.
روى عنه- رضي اللَّهُ عنه- 1540 حديثا
( التوحيد )
فايل mg3
2