أسئلة القراء

أسئلة القراء
إعداد وإجابة أحمد فهمي أحمد

السؤال الأول
الأخ جمال الدين السيد عوض الله من القاهرة يقول
قرأت في إحدى المجلات كلاما لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي يستشهد فيه بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه [حياتي خير لكم ومماتي خير لكم] وبحديث آخر يقول فيه [تعرض علي أعمالكم فإن وجدت خيرا حمدت الله وإن وجدت غير ذلك استغفرت الله لكم] فما صحة الحديثين
الإجابة
هذان الخبران جاءا في نص واحد هو[حياتي خير لكم ووفاتي خير لكم تحدثون وأحدث لكم فإذا أنا مت عرضت علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا أستغفر لكم] وهذا الخبر رواه ابن اسحق في كتاب (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) بسنده المنتهى إلى أبي بكر بن عبد الله وهو من أئمة التابعين
وإذا أردنا أن نبحث هذا الخبر من ناحية سنده (سلسلة الرواة) ومن ناحية متنه (نصه) فإننا نقول – وبالله التوفيق
أولا – من ناحية السند
هذا الخبر انتهى سنده إلى أبي بكر بن عبد الله وهو تابعي والحديث الذي ينتهي سنده عند التابعي – أي سقط منه الصحابي – يعتبر حديثا مرسلا وقد كان بعض الفقهاء يحتج بالحديث المرسل (في الأحكام الفقهية) اعتمادا على ما ورد في خيرية التابعين فلا تقع الرواية منهم من غير سماعها من الصحابي أويحتج بالحديث المرسل إذا استند إلى وجه آخر مسند أو وافق قول صحابي أوفعله ولكن أكثر المحدثين على أن المرسل ضعيف
هذا من ناحية الأحاديث المرسلة التي تتعلق بالأحكام الفقهية ولكن ما هو جدير بالذكر أن عرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألة اعتقاد ومسائل العقيدة بصفة عامة لا تؤخذ من أحاديث مرسلة
ثانيا – من ناحية المتن
هذا الخبر المرسل يفيد أن أعمال الناس تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته فإن رأى خيرا حمد الله وإن رأى شرا استغفر لهم وبهذا فإنه صلوات الله وسلامه عليه يكون عالما بأحوال المسلمين جميعا إلى أن تقوم الساعة لا يغيب عنه عمل من أعمالهم بمعنى أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وهو يعلم أحوال الناس جميعا وما عملوه قبل موتهم حيث عرضت عليه هذه الأعمال
وهذا الخبر يتعارض تعارضا تاما مع أحاديث أخرى صحيحة منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت لو أنا قد رأينا إخواننا قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال أرأيت لوأن رجلا له خيل غر محجلة (الغرة بياض في جبهة الفرس والتحجيل بياض في يديها ورجليها) بين ظهري خيل دهم بهم ؟ (دهم بهم بضم الدال والباء وسكون الهاء والمعنى خيل سود لا يخالط سوادها لون آخر) ألا يعرف خيله ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم (فرطهم أتقدمهم) على الحوض ألا ليذادن (الذود الطرد والإبعاد) رجال عن حوضي كما يزاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال أنهم بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا]
فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف اتباعه بالغرة والتحجيل من أثر الوضوء ويرى بعضهم يطردون ويبعدون عن حوضه فيقول يا رب هؤلاء من أصحابي ولكن ملكا يرد عليه انك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك لقد غيروا وبدلوا فيتبرأ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله سحقا سحقا بعدا بعدا لمن غير بعدي
وهذا الحديث الصحيح يدل على أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لم يكن يدري أن هؤلاء قد غيروا في دين الله وأدخلوا فيه بدعهم ومحدثاتهم فكيف يتفق هذا مع حديث عرض الأعمال عليه لو كانت الأعمال تعرض – عليه صلى الله عليه وسلم – ليحمد الله إن رأى خيرا أويستغفر إن رأى شرا لما كان هناك معنى لحديث الحوض السابق ذكره ؟
وإذا كان حديث عرض الأعمال حديثا مرسلا وحديث الحوض صحيحا رواه البخاري ومسلم من عدة طرق وبنفس المعنى الوارد في الرواية السالفة الذكر فان ذلك يؤكد عدم صحة حديث عرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم

السؤال الثاني
خطاب من قاريء لم يذكر اسمه في رسالته يقول نرجو أن توضحوا رأيكم في قضية بناء ما يسمى بمجمع الأديان ثم يلمح في رسالة بأننا لم نتكلم في هذه القضية مجاملة للسلطات
الاجابة
أقول للأخ الكريم غفر الله لنا ولك لقد سبق أن قلنا رأينا بوضوح وبصراحة في موضوع مجمع الأديان ويمكنك أن ترجع إلى مجلة التوحيد العدد الثالث من السنة الثامنة ( عدد ربيع الأول 1400 ) صفحة 39 في باب ( تعال معي لنعرف السر )
كما أحب أن اطمئنك بأننا لا نبتغي مما نكتب الا وجه الله لا نخشى في الحق لومة لائم فلا ننافق أحدا ولا نجامل في دين الله والله على ما نقول شهيد
ومرة أخرى غفر الله لنا ولك
أحمد فهمي أحمد