أسئلة القراء
إعداد وإجابة: أحمد فهمي أحمد
الأخ أحمد كليب من الإسماعيلية يسأل:
1-هل يجوز قراءة القرآن يوم الجمعة جهراً في المسجد؟
2-هل للجمعة أذان واحد أم أذانان؟
3-هل لصلاة الجمعة سنة قبلية أم لا؟
الإجابة على السؤال الأول
قراءة القرآن في المسجد يوم الجمعة بصوت مرتفع من البدع المستحدثة التي لم تكن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم،وقد نهى صلوات الله وسلامه عليه عن رفع الصوت في المسجد ولو بقراءة القرآن:
فعن أبي سعيد الخدري أنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فرفع الستر وقال: «ألا أن كلكم مناج لربه، فلا يؤذ بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة» أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: «إن المصلي يناجي ربه عز وجل، فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن» رواه أحمد بسند صحيح.
وقد رأينا أن ننقل للإخوة القراء بعض الفتاوى التي صدرت عن رجال كانوا شيوخاً للجامع الأزهر، وقد سبق نشرها في المجلد 19 من مجلة الأزهر ص838 .
فتوى الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله
جاء إلى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الاستفتاء الآتي: «ما حكم الجهر في المسجد بتسبيح أو قراءة قرآن – خصوصاً سورة الكهف – يوم الجمعة، كما أن غالب المقرئين يقرءون مريم أو طه أو الضحى. هل هذا جائز؟».
الجواب: إن قراءة سورة الكهف كما هو معهود الآن في المسجد يوم الجمعة بصوت مرتفع قبل صلاة الجمعة بدعة مستحدثة لم تعرف في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا في زمن الصحابة والسلف الصالح، ويظن العامة أن قراءتها بهذه الكيفية وفي ذلك الوقت من شعائر الإسلام، فهي مكروهة، لاسيما وأن قراءتها على هذه الوجه تحدث تشويشاً على المصلين،وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال: «أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض» وكذلك الحكم في قراءة غير سورة الكهف من القرآن، وفي الجهر بالتسبيح أو التهليل،مما يحدث تشويشاً على المصلين، بل نص بعض المالكية على أن ذلك إذا أحدث تشويشاً كان حراماً.
فتوى الشيح محمود شلتوت رحمه الله
السؤال: «سبق أن أديت فريضة الجمعة بأحد مساجد الوجه القبلي، فوجدت أهالي القرية يستعملون جهاز الراديو لتلاوة القرآن الكريم بدلاً من المقرئ. فهل يجيز الشرع ذلك؟».
الجواب: إن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة في المسجد في الوقت الذي اعتيد أن تُقرأ فيه، وعلى الكيفية التي تُقرأ بها، شيء حدث بعد العصور الأولى في الإسلام، ولم يؤثر حتى عن عصر الأئمة أنها كانت تُقرأ بتلك الكيفية، فهي من هذه الجهة تدخل في دائرة البدع، وقراءتها تحدث تشويشاً على المتنفلين، والذين يؤدون تحية المسجد، فإذا فرضنا أنها لم تقرأ أصلاً لكان خيراً. وسماعها عن طريق الراديو ليس إلا سماع قراءة جهرية لسورة الكهف بالكيفية المبتدعة، وحكمها حكم سماعها أو قراءتها من نفس القارئ. فمن شاء أن يترك سماعها عن طريق الراديو فليترك عن طريق قراءة القارئ.
والعبادة مأثورة عن الشرع، لا يصح الزيادة فيها بما لم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم، وبخاصة إذا أحدث ذلك في نفس الجمهور أنها عبادة مشروعة بهذه الكيفية في ذلك الوقت. ومن هنا خاصة نرى الكف مطلقاً عن قراءة سورة الكهف في ذلك الوقت وبتلك الكيفية حتى لا يعتقد الناس أن غير المشروع مشروع.
الإجابة على السؤال الثاني
كان للجمعة أذان واحد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وصدر خلافة عثمان رضى الله عنهم.
قال السائب بن يزيد: «كان يؤذن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد وأبي بكر وعمر» أخرجه أبو داود. وزاد في رواية: فلما كان خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث فأذن به على الزوراء (1) فثبت الأمر على ذلك. وسماه ثالثاً باعتبار كونه مزيداً على الأذان والإقامة في المشروعية.
وهذا الأذان الذي أحدثه عثمان رضى الله عنه لم يكن بالمسجد كما يفعل المبتدعون الآن بل كان بالزوراء كما ذُكر ، وكان لتنبيه من بالسوق حيث لا يسمعون المؤذن عندما يؤذن على سطح المسجد.
وعلى هذا فإن ما يُفعل الآن في كثير من المساجد من فعل أذانين مخالف لما كان عليه الأمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان.
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن النجار مدير المساجد بالأوقاف حالياً عن هذا الموضوع فأجاب بقوله: «إن زماننا هذا قد أصبح فيه الإعلام بدخول وقت الجمعة ميسراً وعلى هذا فإن الأذان الأول الذي أحدثه عثمان في الزوراء أصبح غير ذي موضوع» جريدة الأهرام في 20/ 5/ 1977
الإجابة على السؤال الثالث
الثابت عن رسول ا لله صلى الله عليه وسلم أنه كا