أسئلة القراء
إعداد وإجابة: أحمد فهمي أحمد
الأخت سحر محمد العزب بالمنصورة الثانوية للبنات تسال عدة أسئلة:
السؤال الأول:
ما حكم نتف شعر الوجه والحاجبين؟ وما حكم وضع العطور؟
الإجابة
نهى الإسلام عن إزالة شعر الوجه والحاجبين حيث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمستوشمات(1) والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن(2)المغيرات خلق الله. والنامصة هي التي تزيل الشعر من الوجه، والمتنمصة هي التي تطلب فعل ذلك بها. وفي هذا الحديث يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهن ملعونات لأنهن يغيرن خلق الله. واللعن معناه الطرد من رحمة الله.
ونص الحديث نذكره تلبية لرغبة الأخت السائلة من رواية مسلم في صحيحه يقول (عن علقمة عن عبد الله قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. قال فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله؟ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته. فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل ((وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)) [الحشر:7] فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن. قال: اذهبي فانظري. قال فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئاً. فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئاً. فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها) أي لفارقتها بالطلاق لو كانت تفعل شيئاً من هذا.
أما عن وضع العطور فهو من المباح إذا كانت داخل البيت ولا تصل رائحتها إلى أحد من الرجال. والله أعلم.
السؤال الثاني:
ما حكم الوضوء مع وضع طلاء للأظافر؟
الإجابة
طلاء الأظافر يكون حائلاً بينهما وبين الماء مما يجعل الوضوء باطلاً. فمن المتفق عليه أن المرء إذا ترك جزءاً يسيراً مما يجب تطهيره لا تصح طهارته. وقد رويَّ عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه (أن رجلاً توضأ فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إرجع فأحسن وضوءك. فرجع ثم صلى).
هذا فضلاً عن أن عملية طلاء الأظافر إنما هي من الفتنة التي تحاول المرأة أن تظهرها للرجال، وهي كذلك تغيير لخلق الله ويتم بإيعاز من الشيطان حيث يقول ما أخبر به الله عز وجل ((وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)) [النساء:119] والله أعلم.
السؤال الثالث
ما حكم الإسلام في الغناء والموسيقى التي تنتشر اليوم؟
الإجابة
كل ما يثير الغرائز والشهوة فهو حرام، والغناء والموسيقى منه. وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت (دخل عليّ أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بُعاث (( قالت وليستا بمغنيتين)) فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا) وفي رواية أخرى لهذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تغطى بثوبه وحول وجهه إعراضاً عن هذا اللهو.
ومن هذا الحديث تتضح أمور:
1- الغناء كان من جاريتين. والجارية هنا تعني الصبية صغيرة السن.
2- قول عائشة (( وليستا بمغنيتين)) معناه ليس الغناء عادة لها ولا هما معروفتان به.
3- كلمات الغناء كانت مما قيل يوم بُعاث، وهو يوم اقتتلت فيه قبيلتا الأوس والخزرج، وكان ما قيل إنما هو في الشجاعة والقتال ونحو ذلك مما لا مفسدة فيه.
4- كان اليوم عيداً وهما تغنيان لعائشة.
5- وبالطبع لم يكن مع الجاريتين الآلات الموسيقية المنتشرة في أيامنا هذه.
6- وبالرغم من ذلك فقد أطلق أبو بكر على هذا الغناء ((مزمورة الشيطان)).
وبمقارنة ذلك بالغناء والموسيقى المنتشرة هذه الأيام يتضح مدى ما وصلت إليه مجتمعاتنا من ضياع باسم الفن. والله أعلم.
الأخ هشام محمد صالح بطب الأزهر، والأخ عبد اللطيف أحمد عبد الله طالب ثانوية عامة بطما سوهاج يسألان عن حكم الإسلام في مسألة تحديد النسل، وهل يجوز إذا كان في الحمل والولادة خطورة على الأم؟
الإجابة: تحديد النسل أساساً من اختصاص الله وحده. أما مسالة الأخذ في أسباب منع الحمل فإن ذلك جائز إذا كانت هناك ضرورة ملحة تدعو لذلك، كوجوب دفع ضرر يلحق بالأم على أثر الحمل والولادة، أو إذا كان بالزوجين أو بأحدهما داء عضال من شأنه أن يتعدى إلى الذرية والنسل، على أن تقرر ذلك الطبيبة المسلمة الغيورة على دينها.
أما تحديد النسل عامة خوف الفقر أو للحد من زيادة المسلمين فهو عدم ثقة بالله عز وجل وعدوان على دينه. والله أعلم.
وفي هذا العدد من مجلة التوحيد مقالان عن هذا الموضوع، أرجو الله أن يكون فيهما الإجابة الكافية عن هذا الس