عليك بنصح أخيك !!
* يسأل: س. ع. ف يقول:
اقترضت من أخي مبلغًا من المال لإكمال تعليمي الجامعي ؛ لأن أبي تعسر في الإنفاق عليَّ في السنة النهائية فقط، ثم قمت بعد ذلك بسداد ذلك المبلغ لأخي، فهل الوظيفة تكون حرامًا، حيث إن أخي يتعامل مع مؤسسات ربوية ؟
¡ الجواب: إن الوظيفة لا تحرم لهذا السبب المذكور، وعليك أن تنصح أخاك إن كان يتعامل معاملة ربوية أن يكف عن التعامل الربوي ويستغني بالحلال، واللَّه سبحانه يقول: {فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 275]، ويقول سبحانه: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279]. واللَّه تعالى أعلم.
* ويسأل سائل عن حديث: «شهر رمضان أوله رحمة…» ؟
* الجواب: وأما عن حديث: «شهر رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفره وآخره عتق من النار»، فالصحيح ما كتبه فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني في عدد رمضان 1419هـ في مجلة التوحيد، وأنه حديث باطل، وما ذكره بعض أهل العلم غير ذلك، فلعله غفلة منهم بعلل ذلك الحديث، والوقوع في ذكر الضعيف والموضوع في المواعظ لا يكاد يسلم منه إلا القليل ؛ لذا فإنه لا تؤخذ الأحاديث في نصها ولا درجتها إلا من مواضع تحقيقها ومظان تصحيحها، واللَّه أعلم، ونشكر الأخ على رسالته الطيبة.
* وتسأل القارئة: داليا حسين هنيدي – المنيل:
1- هل يجوز إطالة الأظافر مع المداومة على نظافتها دائمًا ؟
2- هل يجوز الزواج من شاب سبق له الزنا بعد توبته ؟
3- هل تعادل صلاة اثنتين أو ثلاثة من النساء في المنزل أجر صلاة الجماعة ؟
4- هل يجوز للحائض قراءة أذكار اليوم والليلة، أو قراءة كتب تفسير أو حديث ؟
5- هل يجوز الاستماع للقرآن عبر الإذاعة أو المسجل أثناء الانشغال بأعمال أخرى كالمذاكرة ؟
6- ما حكم سماع الموسيقى، أو الاستماع إليها مصاحبة لكلمات عفيفة ؟
أفيدونا أفادكم اللَّه.
لا يجوز إطالة الأظافر !!
¡ الجواب:
1- قص الأظافر من سنن الفطرة، فلا يجوز إطالة الأظافر حتى مع العناية بنظافتها، وذلك لما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الفطرة خمس: الختان: والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط».
ننصحه بالتوبة والتعجيل بالزواج !!
2- الشاب الذي سبق له الوقوع في الفاحشة ننصحه بالتوبة والتعجيل بالزواج، وأن يغض بصره ويتجنب مخالطة النساء من غير المحارم، وأن يصوم حتى يتيسر له الزواج، ولا بأس بقبوله زوجًا إذا شعر الولي بصدق توبته، وحسنت سيرته.
هذا، والتائب من ذنبه إذا أخلص التوبة مُحيت عنه ذنوبه، ورفعت له درجته. واللَّه أعلم.
صلاة المرأة في جماعة في المنزل جائزة !!
3- وأما عن صلاة النساء جماعة في المنزل فهي جائزة، وصلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في المسجد، ولو كانت منفردة، فلا يقال تعادل الصلاة، ولكن يقال: خير من صلاتها في المسجد.
لا تمنع الحائض من أذكار الصباح والمساء !!
4- الحائض لا تمنع من أذكار الصباح والمساء أو قراءة كتب التفسير والحديث.
5- أما عن سماع القرآن الكريم أثناء الانشغال بالمذاكرة فإن العمل الذهني لا يجتمع مع التدبر فيما يسمع ؛ أي أن ذلك إنما يكون لبركة تلاوة القرآن لا للاستماع له.
لا يجوز الاستماع إلى الموسيقى !!
6- لا يجوز الاستماع إلى الموسيقى، وإنما استثني منها الدف في الأفراح والأعياد، ولا يجوز فيما سوى ذلك. واللَّه تعالى أعلم.
ردود سريعــة
* السائل: س. س. من رفح بشمال سيناء:
* إذا تنازل بعض الورثة عن نصيبه للبعض الآخر ولم يكن مكرهًا أو سفيهًا فتنازله صحيح يحل ذلك للمتنازل له.
* الأخ: محمود الجمل من سند بسط:
* التوبة ورد المال كما ذكرت يُرجى أن يغفر اللَّه لصاحبه الذنب. واللَّه أعلم.
لا يجوز الادعاء بمعالجة الجن بجراحة أو غيرها !!
* الأخ: نبيل الدالي من منشأة البكاري:
* لا يجوز لأحد أن يدعي أن الجن عالجه بجراحة أو غيرها، ولا أنه يستخدم الجن في ذلك، فلو كان فيه من خير لجعله اللَّه لنبيه صلى الله عليه وسلم ومن معه، وعليك مراجعة باب السنة لعام 1416هـ.
* الأخ: هاني شحات من شبرا العنب:
* لا يجوز بناء المساجد على القبور، ولا تجوز الصلاة في مسجد بني على قبر، سواء كان القبر في الأمام أم الخلف أم بجواره، طالما أن المسجد بني من أجل القبر، أو اقتطع جزء من المسجد ليبنى فيه القبر، ولا يجعل ذلك مباحًا أن يدعي المصلي أنه يقصد بصلاته وجه اللَّه تعالى، ولا يقصد الصلاة للقبر ولا المقبور.
من كان حالفًا فليحلف باللَّه !!
* الأخت: أم وليد من الجيزة:
* الطلاق حد من حدود اللَّه وليس يمينًا من الأيمان، وجعل الطلاق يمينًا مخالفة شرعية كبيرة وتلاعب بشرع اللَّه ؛ لحديث: «من كان حالفًا فليحلف باللَّه أو ليذر». ومسائل الطلاق من مسائل القضاء وليست من مسائل الإفتاء، فلا تقبل إلا من صاحبها (الرجل الذي وقع منه الطلاق)، وإذا اختلف قوله مع قول زوجته فيما وقع منه فالقول المعتمد قوله، واللفظ الصريح في الطلاق لا يحتاج إلى نية، وإنما يسأل عن النية في الطلاق المعلق أو طلاق الكناية، حيث يكون اللفظ غير صريح، واللَّه أعلم.
تجب الزكاة في المال عند رده !!
* السائلة: مها الصادق من مدينة نصر:
* نشأة البنوك الإسلامية كانت نتيجة جهاد طويل من علماء غيورين بدأت صغيرة ثم توسعت، والتعامل معها ينقسم إلى قسمين:
الأول: تعامل بالإيداع فيها وأخذ أرباحها، والأصل فيه الجواز ؛ لأنها أعلنت إعلانًا عامًّا أنها تنتهج نظامًا شرعيًّا، وقد أشرف على وضع النظم الأساسية لها اقتصاديون وعلماء شرعيون، ولا حرج على المودع في أخذ الأرباح الناتجة عن ذلك.
الثاني: تعامل بالمشاركة أو المضاربة أو غيرها من الصور التي يكون فيها العميل طرف في تطبيق النظام المعلن، وهذا يلزمه أن يكون تطبيقه لذلك متفقًا مع الشريعة الإسلامية، ويحرم عليه أن يتعامل معاملة تخالف الشريعة الإسلامية، بل يصبح إثمه وجرمه أشد ممن يتعامل معاملة ربوية مع بنوك ربوية، فهو ينزل النصوص المكتوبة على الوقائع العملية، فالإثم لاحق به هو وكل من تعاون معه في مخالفة الشرع من مسئول في البنك أو ضامن أو غيرهما، واللَّه أعلم.
* وكذلك نقول لها: إن الزكاة لا تجب في المال الذي صار بصورة منقولات وأوراق تستخدم في الأعمال، مثل أجهزة معمل الأسنان الذي ذكرتِ، وإنما الزكاة في المال الناتج من هذا العمل إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول، وزكاة شركات توظيف الأموال المتعسرة في السداد إنما تجب عند رد المال.
* وأما السائلة: ح. م. م: من القاهرة:
إن الشكوى التي تشعرين بها لا تجيز لك أن تذهبي للرجال للرقية بالصورة التي ذُكرت في الرسالة، وعليك أن تكثري من الذكر على كل حال، وأن ترقي نفسك بالمعوذتين وسورة «الإخلاص» و«الفاتحة» وآية الكرسي، ولا تعلقي نفسك بما ذكره من حضرك من هؤلاء الراقين، ولكن عليكِ بالذكر والتوكل، والإكثار من الصالحات وقراءة القرآن، والاستخارة في كل أمر مباح، واعلمي أن الزواج رزق مقدر عند اللَّه سبحانه فأكثري من سؤال الخير وطلبه من اللَّه إنه سميع مجيب الدعاء.
ونقول للقارئة: ليلى عبد الرحمن، والقارئة: إيمان صلاح:
الاستدراك المذكور في رسالتك صحيح، فالمحظور هو لبس النقاب لحديث عائشة رضي اللَّه عنها عند أحمد وغيره: كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإذا جاوزونا سدلت إحدانا جلبابها من على رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.
فالمرأة تكشف وجهها في الإحرام ما لم تحاذي الرجال، فإن حاذت الرجال لا تنتقب، ولكن تسدل على وجهها من غطاء رأسها، أي تغطي وجهها بغير النقاب.
اعتـــــــــــــــــــــــــــذار:
تعتذر المجلة عن استعمال عبارة «مثواه الأخير» في العدد الماضي سهوًا، وننشر هنا فتوى العلاّمة الشيخ: محمد الصالح العثيمين عن هذه العبارة:
* سُئل الشيخ: ما حكم قولهم: «دُفِنَ فِي مَثْوَاهُ الأَخِيرِ» ؟
¡ فأجاب قائلاً: قول القائل: «دفن في مثواه الأخير» حرام ولا يجوز ؛ لأنك إذا قلت: في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث، ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر، وقد سمع أعرابي رجلاً يقرأ قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 1، 2]، فقال: واللَّه ما الزائر بمقيم ؛ لأن الذي يزور يمشي، فلا بد من بعث، وهذا صحيح.
لهذا يجب تجنب هذه العبارة، فلا يقال عن القبر: إنه المثوى الأخير ؛ لأن المثوى الأخير إما الجنة، وإما النار في يوم القيامة.
* يسأل: الأستاذ سعد صادق محمد:
عمن فاتته صلوات سنوات أو شهور، ماذا يفعل ؟
* والجواب: أن اللَّه تعالى جعل من العبادات ما يكون في كل عام له وقت كالصوم والزكاة والحج، وجعل الصلاة في كل يوم لها وقت، فقال سبحانه: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]، وقال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} [هود: 114]، وقال تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238].
وبذلك يعلم أن للصلاة وقتًا يجب أداؤها فيه، ويحرم إخراجها عن ذلك الوقت، إلا أن اللَّه جعل لأصحاب الأعذار أن يجمعوا بين الصلاة في الظهر والعصر معًا، وبين صلاة المغرب والعشاء معًا، إن كان في سفر فالجمع مع القصر، وإن كان في غير سفر فالجمع مع التمام، ثم جعل من نام عن صلاة أو نسيها فيصليها حين يذكرها.
وقد اختلف أهل العلم في تكفير تارك الصلاة، ومن ثم فهل يكون عليه القضاء أم لا.
ولكن إنما كان معنى ذلك من فاتته صلاة فرض أو فرضين أو يوم أو يومين، أما تارك الصلاة لسنوات طويلة فالأمر فيه بالقضاء – خاصة عند من يقولون مع كل فرض يقضي فرضًا أو فرضين – أمر يعتريه ملاحظات كثيرة:
منها: أن الذي نزل به مرض الموت وهو تارك الصلاة ثم تاب وشرع يصلي وعلى فراش الموت وامتد به العمر أيامًا أو أكثر كيف يقضي العمر الطويل الذي قد يبلغ سنين أو نحوه.
ومنها: أنه يبقى يؤدي فريضة الوقت وذمته مشغولة بما عليه من صلوات سابقة.
ومنها: أننا نظرنا في الصلاة لجانب التكليف فقط فقلنا به مشغولة وتركنا جانب التشريف فيه، وهو الأولى أن ينظر المسلم إليه حيث يؤذن له بالوقوف بين يدي ربه وخالقه، فكيف يعرض عن ربه ثم يطلب أن يؤذن له في لقاء جديد يتساوى مع المحافظة على الصلاة.
ولكن يبقى أن المسلم ينبغي أن يعلم أن الصلاة أول ما يوزن على العبد فإن وجدت كاملة نظر في بقية عمله، وإن وجدت ناقصة قيل: انظروا إليه هل له من نافلة أي لتكمل بالفريضة.
أخرج الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعًا: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما نقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله كذلك».
ولذا فإن من فاتته صلوات سنوات أو شهور فعليه بالندم والتوبة وعدم الرجوع إلى ذلك والإكثار من النوافل.. واللَّه أعلم.
* ويسأل الطالب: حسن – من منشأة البكاري – هرم – جيزة – مسجد الرحمة:
1- ما حكم الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء المذاكرة ؟
2- أريد الصوم يومًا ويومًا كصيام نبي اللَّه داود، مع الأخذ في الاعتبار صيام الإثنين والخميس، فمثلاً نبدأ من الجمعة «خطأ» السبت «صح» الأحد «خطأ» الإثنين «صح» الثلاثاء «خطأ» الأربعاء «خطأ» والخميس «صح»، فلو صمت الأربعاء هل أترك الخميس ثم أصوم الجمعة، أم أصوم الأربعاء والخميس باعتبار الإثنين والخميس ؟
* والجواب: ينبغي لمن أراد سماع العلم الشرعي أن يفرغ قلبه له، فلا يسمعه وعنده ما يشغله عنه.
وأفضل الصيام عند اللَّه صيام داود عليه السلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، معنى هذا أنه يصوم ثلاثة أيام في أسبوع وأربعة في الأسبوع الذي يليه.. وهكذا.
* يسأل: م – ف – ز:
ما حكم الشرع في شاب عقد قرانه على فتاة، وكان يخلو بها، ثم تغيرت الفتاة فساء خلقها، وخعلت حجابها، مما أدى إلى الانفصال، ورد أهلها الحلي، ولم يردوا الهدايا، فهل عليَّ صداق ؟
* والجواب: ما ذكرته في رسالتك بالنسبة لزوجتك التي عقدت عليها هو الدخول الذي تستحق به الزوجة كل الصداق، ولا يجوز لك استرداد شيء مما قدمت إليها من صداق أو هدايا، وننصح هذه الفتاة بسرعة التوبة والعودة إلى اللَّه، فما أدى إلى طلاقها إلا معصيتها لخالقها. واللَّه أعلم.